إدارة الحصص وأسهم الشركة

2022/05/15

في ماذا تستخدم الأسهم وكيف تديرها؟

سنتحدث عن عملية إدارة الحصص أو أسهم الشركة الناشئة. ومنه سنبدأ الغوص في عمليات بيع الحصص بين الشركاء أو الأطراف الخارجية، وكذلك عمليات الإستثمار وضخ المال في الشركة.

السهم هو إثبات ملكية أو حصة في شركة. عادة ما يوزع رأس مال الشركة إلى عدد من الحصص، بحيث يكون لكل سهم قيمة اسمية. إذا كانت الشركة مدرجة في سوق المال فإن الأسهم يتم تداولها وتسعيرها في السوق. الشركات الناشئة تملك اسهم ولكن لا يمكن تداول اسهمها في السوق ما لم تطرح الشركة في السوق العام. ما يهمنا في هذا المقال، أن عملية إدارة الحصص ومتابعة إصدار الإسهم في الشركة الناشئة مهم. فهي أداة التمويل الرئيسية للشركات الناشئة. وعندما نأتي لاحقاً لموضوع تقييم الشركة فإن ما نعنيه في النهاية هو تقييم سعر الأسهم، وكيفية إدارة الحصص: 1) لضمان حصولك على تمويل، 2) لمساعدة المستثمرين على تحصيل عوائد جيدة، 3) للإبقاء على حصة جيدة للمؤسسين.

عادة ما يتم تحديد قيمة السهم عن التأسيس، وقد يرتفع السهم وينخفض لاحقاً. عند تدول الأسهم لا يمكن للمستثمر شراء جزء من سهم، فالسهم يباع ويشترى بشكل كلي.


لو كان لدينا شركة قيمتها التأسيسية هي 300,000 ريال، فيها ثلاثة مؤسسين نسبهم كالتالي: فهد 20٪، محمد 30٪ وعبدالله 50٪. لو افترضنا أن الشركاء اتفقلوا على أن تكون قيمة السهم 100 ريال. كم عدد الأسهم في الشركة وما نصيب كل شريك منها؟


يمكن حساب عدد الأسهم من خلال تقسيم قيمة الشركة على قيمة السهم الواحد (300,000 ÷ 100 = 3,000 سهم). وبإستخدام النسب يمكننا احتساب نصيف كل شريك كالتالي: فهد 600 سهم، محمد 900 سهم  وعبدالله 1,500 سهم. الشركاء يستطيعون تداول الأسهم فيما بينهم، فمثلاً، فهد بإمكانه بيع 300 سهم أو 10% من الشركة، لمحمد أو عبدالله. هذه العملية تتم خارج نطاق الشركة ولا تؤثر على وضع الشركة أو على النقد داخل الشركة. بمعنى محمد سيدفع مبلغ من المال لفهد ومقابل هذا المبلغ سيحصل على 10% من الشركة لتصبح حصة فهد 10% و محمد 40%.

الأسهم كأداة تمويل للشركة

عندما تحتاج الشركة للنقد فإنه بإمكانها وبناء على عقد الشركاء، إصدار حصص أو أسهم جديدة وبيعها على الشركاء الحاليين أو أطراف خارجية. في هذه الحالة، عدد الأسهم في الشركة يزيد بعدد الأسهم الجديدة، وحجم رأس المال أو قيمة الشركة تزداد. تكون للشركة قيمة قبل إصدار الأسهم تسمى قيمة ما قبل المال (pre-money valuation)، وبعد الضخ يصبح لها قيمة جديدة تسمى قيمة ما بعد الإصدار أو قيمة ما بعد المال (post-money valuation). بعد ضخ المال يحصل المستثمر الجديد على حصة من الشركة. وتنخفض نسبة الشركاء الحاليين أو يحدث لهم (dilution). هذا الإنخفاض سببه أن حصتهم بعد أن كانت تمثل 100% من الشركة، أصبحت تمثل 100% – نسبة الشريك الجديد.


رغبة من الشركة للحصول على تمويل قيمته 150,000 ريال قامت بإصدار 1,500 سهم بسعر 100 ريال للسهم. ماقيمة الشركة قبل الإصدار وبعد الإصدار وما حصة الشركاء لو:

  • اشترى محمد كافة الإسهم الجديدة،
  • اشترى خالد (مستثمر جديد) الأسهم الجديدة؟

لنبدأ بتلخيص وضع الشركة قبل أية عملية إصدار جديدة للأسهم. عدد الأسهم كما هو في مثالنا السابق 3,000 سهم، قيمة السهم 100 ريال. بالتالي قيمة الشركة قبل الإصدار (pre-money valuation) تبلغ 300,000 ريال

الاسم النسبة عدد الأسهم قيمة الأسهم
فهد 20٪ 600 60,000
محمد 30٪ 900 90,000
عبدالله 50٪ 1,500 150,000
المجموع 100٪ 3,000 300,000

في الحالة الأولى، ومع شراء محمد لل 1,500 سهم فإن عدد أسهمه سيرتفع، ومعها نسبته كما هو متوقع. عدد الأسهم بطبيعة الحال في الشركة سترتفع من 3,000 إلى 4,500، وقيمة الشركة ستصبح 450,000 ريال (post-money valuation). لاحظ عدم تغير قيمة حصص عبدالله وفهد، ولكن ونظراً لإرتفاع مساهمة محمد فإن سهمهم في الشركة انخفض من 70٪ إلى 46٪ تقريبًا.

الاسم النسبة عدد الأسهم قيمة الأسهم
فهد 13٪ 600 60,000
محمد 54٪ 2,400 240,000
عبدالله 33٪ 1,500 150,000
المجموع 100٪ 4,500 450,000

في الحالة الثانية تأثير إصدار الأسهم وضخ المال يظهر بشكل أوضح. لاحظ أن قيم الحصص للشركاء لم تتغير ولكن نسبهم انخفضت. هذا الإنخفاض (dilution) يمكن حسابه من خلال معرفة نسبة المستثمر الجديد. المستثمر الجديد بدخوله تحصل على 33٪ من الشركة، وبالتالي الشركاء السابقين والذين كانوا يمتلكون 100٪ أصبحوا يتشاركون في ال 67% المتبقية. ويمكن حساب حصصهم بضرب الحصة القديمة في (100٪ – حصة المستثمر الجديد). مثلاً حصة محمد 30٪ × 67٪ = 21٪.

الاسم النسبة عدد الأسهم قيمة الأسهم
فهد 13٪ 600 60,000
محمد 21٪ 900 90,000
عبدالله 33٪ 1,500 150,000
المستثمر (خالد) 33٪ 1,500 150,000
المجموع 100٪ 4,500 450,000

تغيير سعر السهم

لو أعدنا النظر في لحظة إصدار الأسهم الجديدة، فإننا نلاحظ أننا اغفلنا عنصر مهم وهو عنصر أداء الشركة ومستوى الخطورة التي وصلت إليه وقتها. لاحظ أن التقييم الذي استخدمناه هو التقييم التأسيسي، والذي كان مبنياً على إجتماعات الشركاء في المراحل الأولية من تأسيس الشركة. في مثال الشركة أعلاه، امتدت تلك الفترة لسنة ونصف، تم تحقيق إنجازات، ومن غير المنصف أن يدخل الشريك الجديد، أو يرفع مؤسس حصته في الشركة بسعر السهم القديم. لا بد وأن يدفع الشخص الجديد سعر أعلى من السعر الذي دفعه الشركاء المؤسسين، نظراً لأن جزء من المخاطر المتعلقة بالشركة تم تجاوزها.

على الجانب الآخر قد يحدث العكس لو كان أداء الشركة غير مرضي أو لا يتوافق مع الأهداف والتطلعات. حينها، قد تتطلب الحالة بيع اسهمهم بالسعر القديم، أو ربما بسعر أقل (down round). وهذه حالة سيئة وقد تصعب على صاحب المشروع الحصول على تمويل مستقبلي، أو قد تنهي حياة مشروعه. ولذلك دائماً كن حذراً عن تسعير مشروعك بحيث لا ترفع التسعير بدرجة لا يمكنك تخطيها في الجولات التالية.

التغيير بالزيادة

يقوم محمد، عبدالله وفهد بجولة إستثمارية للحصول على مبلغ 150,000 ريال. أداء الشركة خلال الفترة الماضية كان جيداً، مما ساعدهم على إقناع مستثمر للدخول على تسعير قبل الإصدار للشركة قيمته 600,000 ريال. احسب حصص كل من الشركاء بعد دخول المستثمر؟


تسعيرة قبل الإصدار تعني أن قيمة الشركة ارتفعت من 300,000 ريال إلى 600,000 ريال. أي أن سعر السهم إرتفع من 100 ريال للسهم إلى 200 ريال (سعر الشركة الجديد ÷ عدد الأسهم قبل الإصدار: 600,000 ÷ 3,000). بالتالي فإن نسب الشركاء قبل دخول المستثمر الجديد لم تتغير ولكن قيمتها ارتفعت حسب الجدول التالي.

الاسم النسبة عدد الأسهم قيمة الأسهم
فهد 20٪ 600 120,000
محمد 30٪ 900 180,000
عبدالله 50٪ 1,500 300,000
المجموع 100٪ 3,000 600,000

الشركة الآن ستصدر أسهم جديدة وتبيعها على المستثمر بالسعر الجديد 200 ريال. أي أن المستثمر سيحصل على 750 سهم في الشركة (قيمة الإستثمار ÷ سعر السهم الواحد: 150,000 ÷ 200). الجدول التالي يوضح تأثير دخوله على نسب المؤسسين.

الاسم النسبة عدد الأسهم قيمة الأسهم
فهد 16٪ 600 120,000
محمد 24٪ 900 180,000
عبدالله 40٪ 1,500 300,000
المستثمر (خالد) 20٪ 750 150,000
المجموع 100٪ 3,750 750,000

على الرغم من أن المؤسسين انخفضت نسبتهم في الشركة إلا أنهم في وضع أفضل من المثال السابق. حيث كانت نسبة المستثمر 33% والآن هي 20% فقط، هذا بالإضافة أن الحصة الإسمية لكل شريك تضاعفت، محمد مثلاً، كانت حصته 90,000 والآن 180,000 ريال.

التغيير بالنقص

ماذا لو كان أداء الشركة غير مقنع والمستثمر عرض تسعير قبل الإصدار 240,000 ريال مع استثماره لمبلغ 150,000 ريال، ماهو التأثير على حصص الشركاء؟


على النقيض في هذه الحالة سعر السهم ولكون قيمة الشركة انخفضت من 300,000 ريال إلى 240,000 ريال، فأصبح 80 ريال (240,000 ÷ 3,000). وبالتالي القيمة الإسمية للشركاء انخفضت. الشركة الآن ستصدر أسهم جديدة وتبيعها على المستثمر بالسعر الجديد 80 ريال. أي أن المستثمر سيحصل على 1,875 سهم في الشركة (قيمة الإستثمار ÷ سعر السهم الواحد: 150,000 ÷ 80). الجدول التالي يوضح تأثير دخوله على نسب المؤسسين.

الاسم النسبة عدد الأسهم قيمة الأسهم
فهد 13٪ 600 48,000
محمد 19٪ 900 72,000
عبدالله 32٪ 1,500 120,000
المستثمر (خالد) 36٪ 1,750 150,000
المجموع 100٪ 4,750 390,000

 نظراً لإنخفاض قيمة الشركة، فإن المؤسسين تضرروا من الجهتين، القيمة الإسمية لأسهمهم انخفضت، وأيضاً، وبسبب إرتفاع تكلفة الإستثمار عليهم فإنهم خسروا نسباً أعلى. لاحظ مثلاً محمد تحولت مساهمته من 90,000 ريال إلى 72,000 ريال ونسبته من 30٪ إلى 19٪.

تأثير عدد الجولات والحصص الممنوحة على الشركاء

لاحظ كيف أنه عند إصدار حصص جديدة في الشركة تنخفض حصة الشركاء السابقين أو يحدث لهم (dilution). أنت كونك المؤسس أيضاً ستتأثر. لو إفترضنا أن الشركة ستقوم بخمس جولات، وقامت بمنح 25% في كل جولة من الجولات الخمس فإنك ستجد حصتك وقت التخارج وقد أصبحت 23.7%. ولو اضطررت لزيادة جولة أخرى ستصبح النسبة 17.8%. عادة ما يفضل أن تتراوح النسبة الممنوحة لكل جولة بين 20 و 30%، وعدد الجولات الرئيسية بين 4 إلى 5 جولات. مع محاولة المحافظة على النسبة، بمحاولة الإنجاز دون طلب التمويل أو التمويل من خلال الشركاء، في المرحلتين الأولى والثانية. ولأن الحياة معقدة، فإنه نادراً ما يتم منح النسب بشكل متساوي خلال كل الجولات. وعليه سيلزمك إعداد دراسة مبسطة لتقدير حجم النسب التي ينبغي عليك المحافظة عليها، وما تتوقع أن يبقى لك وللمؤسسين عند التخارج.

شارك المقال