كيف يتم تصنيف شخصيتك؟

علم تصنيف الشخصيات هو محاولة لفهم دوافع الأشخاص وما الذي يحركهم أو يتسبب في اتخاذهم للقرارات. هذا تعريف تصنيف مايرز بريغز ونظرية كريسي اللتان تحاولان وضع إطار للتحليل.

تصنيف مايرز بريغز أو ما يعرف بمؤشر مايرز بريغز للأنواع (Myers-Briggs Types Indicator - MBTI)، هو اختبار لتصنيف الشخصيات البشرية، ويعد من أكثر الإختبارات دقة وتم تطوير عدد من الإختبارات واشتقاقها منه. هذا المؤشر تم تطويره من قبل كاثرين كوك بريغز، وابنتها إيزابيل بريغز مايرز، خلال فترة الحرب العالمية الثانية. معتمدين على نظريات كارل يونغ والتي نشرها في سنة 1910م في كتابه الأنماط النفسية. كاثرين وإيزابيل، بدأتا بحثهما بهدف مساعدة النساء الراغبات في العمل والدخول في الصناعات أثناء فترة الحرب، وحاجة الإقتصاد الأمريكي للأيدي العاملة. فكان هذا الإختبار بمثابة الموجه للمرأة للحصول على العمل الأنسب لها. تطور الإختبار وتم إدخال التحسينات عليه، حتى تم نشر أول نسخة منه في سنة 1962م.

يولد الشخص ولديه خواص شخصية، قد تتغير أو يكتسب غيرها مع نضوجه. بناءاً على هذه الخواص يتعامل الشخص مع العالم الخارجي، وفي الوقت نفسه، يتكون لدى الآخرين فكرة عنه وعن القيم التي يؤمن بها. دعنا نتعرف عن الخواص الشخصية التي يعتمدها هذا التصنيف، وكيف تتقسم الشخصيات بناءًا عليها.

طريقة تعامل الشخص مع العالم الخارجي:

• الشخصية الإجتماعية (Extroverts): منفتحون على العالم، يفضلون توجيه طاقتهم للخارج من خلال التفاعل مع الناس والأشياء والمواقف، وبالتالي يمكن ملاحظة أنهم يتصرفون أولاً ثم يفكرون لاحقًا، ونسبتهم 49.3%.
• الشخصية الإنطوائية (Introverts): منغلقون على أنفسهم، يفضلون توجيه طاقتهم للداخل من خلال التعامل مع الأفكار والمعلومات والقناعات، وبالتالي يتميز هؤلاء بأنهم يفكرون أولاً، ثم يتصرفون لاحقًا، ونسبتهم 50.7%.

مصدر التعلم المفضل لدى الشخص، وهو إما أن يكون:

• الشخصية الحسية (Sensors): يستخدمون الحواس الخمس في تلقي المعلومات، وبالتالي يفضلون التعامل مع الحقائق والوقائع في استيعاب المواقف وفهم الأشياء. نسبتهم 73.3%.
• الشخصية الحدسية (iNtuitives): يستخدمون الحاسة السادسة أو حدسهم واحساسهم الداخلي لاستيعاب الأشياء، وبالتالي يفضلون التعامل مع النظريات والمفاهيم المجردة والأفكار. نسبتهم 26.7%.

المركز المؤثر في اتخاذ القرارات، وهو إما:

• الشخصية العقلانية (Thinking): الأشخاص الذين يفضلون تحكيم العقل والوقائع والأنظمة في اتخاذ القرارات هم عقلانيين ونسبتهم 40.2%.
• الشخصية العاطفية (Feeling): وهم الأشخاص الذين يحكمون عواطفهم ومبادئهم لإتخاذ قراراتهم ونسبتهم 59.8%.

نظرة الشخص للحياة وتعامله معها، فهو إما أن يكون:

• الشخصية الحازمة (Judging): هؤلاء يفضلون أن تكون حياتهم مرتبة ومنظمة وتسير وفقًا لهيكلة وخطط واضحة، طريقة التظيم هذه تنعكس على طريقة تفكيرهم وتحليلهم، فتجدهم يميلون للتفكير بالأشياء وفقًا لنظام وخطوات محددة مسبقًا. نسبتهم 54.1%.
• الشخصية المرنة (Perceiving): أما هؤلاء فيفضلون السير حسب التيار والتعاطي مع المواقف عندما تواجههم، أيضًا، هذه الطريقة في التعامل تنعكس على أسلوبهم في التفكير، فيكون تحليلهم للأشياء وتعاملهم معها عشوائي ومرن. ونسبتهم 45.9%.

الأدوار الرئيسية في الحياة:

نظرية كيرسي للأمزجة (Keirsey Temperament Sorter – KTS) تبدأ بتقسيم الناس إلى قسمين، ثم إلى أربعة أقسام، ثم إلى ثمانية، وأخيراً إلى ستة عشر قسم. تلك التقسيمات تتم بطرح سؤال في كل مرحلة، والإجابة تعطي ضدين، شبيهة لحد ما بتلك المستخدمة في نظرية MBTI. الجدول التالي يوضح تلك الأسئلة:

الشخصيات الستة عشر:

التصنيف يقوم على أن كل شخص منّا يميل لأحد الضدين في كل قسم. وبالتالي، تكون شخصيته عبارة عن أربعة خواص، مثلاً: (منفتح، حسي، عقلاني، مرن)، أو (منطوي، حدسي، عقلاني، حازم). ويرمز للشخصية، باستخدام الحروف الكبيرة من الكلمات الإنجليزية المذكورة أعلاه. فالمثال الأول (منفتح، حسي، عقلاني، مرن) يصبح (ESTP) والثاني (منطوي، حدسي، عقلاني، حازم) يرمز له بـ (INTJ) وهكذا. من هذه التركيبات تكونت الـ 16 شخصية. الجدول التالي يوضح الشخصيات الستة عشر ونسبها عالميًا بناءًا على احصائيات سنة 2021م.

توزيع الشخصيات بين الجنسين:

توضح الدراسة السابقة أيضًا توزيع النتائج بين الجنسين، الجدول التالي يلخص تلك النتائج:

لكل شخصية مميزات وعيوب، ولا توجد شخصية هي الأفضل أو الأسوء على الإطلاق، ولكن بالطبع قد يفضل شخص شخصية على أخرى. الشخص بإمكانه تغيير ميوله أو أطباعه من الأضداد الثمانية، وبالتالي تتغير شخصيته. ولكنه في الغالب سيكون كمحاولة تغيير الكتابة باليد اليمنى لليسرى أو العكس. الأمر ليس مستحيلاً، ولكنه صعب إلى حد ما، وقلة هم من ينجحون في ذلك دون أن يتأثر أدائهم.