التأقلم مع المتغيرات في الحياة

2022/05/09

هل تقاوم أو تتغير؟

الحياة مليئة بالتغيرات، وظيفة جديدة، الانتقال لمدينة جديدة، السفر للدراسة وغيرها.. هذه التغييرات تؤثر على سير حياتنا كما تعودنا وقد تسبب ضغوطات نفسيه! كيف نتأقلم مع التغيير؟

لمعظمنا عملية الإنتقال أو التغيير، عملية ممتعة ومخيفة في الوقت ذاته.  فهذه قد تأتي ومعها مسؤولية إدارة شؤون حياتك وخصوصياتك، المحيط كذلك سيتغير وسيكون عليك التأقلم مع الغرباء وتكوين صداقات جديدة، وأيضًا لأن هذه طبيعة الحياة ستواجهك مشاكل وسيكون عليك إيجاد حلول لها! هذا كله وأنت بعيد عن أصدقائك وأسرتك. التأقلم مع الحياة الجديدة، لا علاقة له بذكائك أو مستواك الدراسي أو جودة تحصيلك. ما يهمك وما يفيدك في عملية التأقلم هو سرعة إدراكك لحاجتك للتأقلم، وتصرفاتك الصحيحة من البداية، أو تصحيح أخطائك فور إدراكك لها. فهذا المحيط الجديد صفحة جديدة تبدأها مع إنتقالك وهي فرصة ممتازة لتغيير ما ترغب بتغيره من عاداتك السيئة السابقة.

دعني آخذك في خطوات مقترحة للتأقلم مع الحياة الجديدة سواء أكان ذلك التغيير مرتبط بإتقالك من عملك أو مدينتك:

1. الإعتراف والإقرار بالحاجة للتعامل مع التغيرات:

قد يظهر للبعض أن تأثير عملية التغير لا يكون إلا لمن ينتقل من مدينته أو دولته، وهذا غير صحيح. فعلاً سيكون على الشخص الذي ينتقل إلى بلد أو مدينة أن يراعي أموراً إضافية، ولكن تأثير التغير في نظام الحياة سيؤثر على الجميع. لا تنسى أن عملك يأخذ أكثر من 8 ساعات من يومك. هناك شعور بالصدمة عندما تجد نفسك في محيط جديد لا تعرف عنه الكثير، وتجد نفسك محاطاً بأشخاص غرباء تراهم للمرة الأولى في حياتك، ولا تعرف الكثير عن عاداتهم وأطباعهم. الإعتراف بحاجتك للتعامل مع عملية التغيير هذه هي الخطوة الأولى لتسهيل عملية إنتقالك للحياة الجديدة.

2. توقع الغير متوقع:

الإيجابية والفأل أمران مهمان، ولكنهما لا يتعارضان مع عملية التوقع والتخطيط لغير المتوقع. لا تتوقع أن الأمور ستسير كما تود دائماً. سيكون هناك أشخاص سيئ الخلق، أكل غير لذيذ، سكن بعيد، تغيير في روتين حياتك ويومك، أعمال جديدة عليك اتقانها. وهنا أنا لا أقصد أن تتوقع أن ما سيحدث معاك هو الأسوء دائماً، ولكن لا ترفع سقف طموحاتك إلى درجة غير منطقية، فتشعر بالإحباط عندما تصدم بالواقع. تأمل أن تحصل على الأفضل، ولكن ضع في حسبانك أن الأسوء قد يحدث.

3. تفاعل مع المجتمع:

التغيير والانتقال فرصة لتعلم أشياء جديدة، أنت لا تتعلم فقط ممن تتفاعل معهم بشكل مباشر بل حتى ممن تشاهدهم في الطرقات والمجتمع الجديد بشكل عام. وفيها فرصة لتكوين شبكة علاقات إجتماعية تساعدك في المستقبل. الأسابيع الأولى فرصة ذهبية لتكوين الصداقات، خصوصًا لو كان التغيير يشمل أشخاص آخرين غيرك. حينها يمكنك توقع أن الجميع يمر بما  تمر به، والجميع يبحث عن أصدقاء وزملاء. أيضًا في المقابل، الآخرون من المجتمع الذي ستنتقل إليه قد يكونون مدركين لما تحس به فقد يبادرون بالمساعدة. كذلك قد تكون هناك فعاليات اجتماعية تقام في المنطقة أو المكان الذي ستنتقل إليه استثمر هذه الفعاليات واحضرها.

4. لا تنسى سبب انتقالك:

في خضم الإزدحام والضغوطات التي سبق لنا التحدث عنها، لا تنسى السبب الذي قمت بالتغيير أو الإنتقال لأجله. سواء أكان للدراسة أو للعمل أو لتكون أسرة. تذكر أن ما تقوم به من أنشطة وفعاليات وتكوين للعلاقة الغرض منه مساعدتك على تخطي فترة الانتقال وتقليل أثرها عليك. ويبقى هدفك الأساسي هو نجاحك في مهمتك الأساسية. وزان بين ما تقضيه من وقت في أنشطتك الترفيهية وعملك على المهمة الأساسية.

شارك المقال