العمل والوظيفة والمهنة: الفرق وكيفة إدارتهم؟
2022/05/09
التخطيط الصحيح طريقك للحصول على أفضل عمل!
العمل والوظيفة والمهنة مصطلحات تتستخدم كمترادفات ولكن هناك فرق! معرفته بوابتك للتميز في المهني والترقي لتحقيق أحلامك على المدى البعيد.
تعريف العمل والوظيفة والمهنة
العمل (work) هو الفعل الذي يصف النشاط للوصول إلى الهدف. ومن المتعارف عليه سواءًا في اللغة العربية أو الإنجليزية، أن هذا النشاط يمكن أن يكون إما وظيفة (job) أو مهنة (career). الوظيفة هي أي عمل أو مهمة تقوم بها لنفسك أو لطرف آخر سواء أكان ذلك بمقابل مادي أو بدونه (تطوع). من الأمثلة على الوظائف:
- عملك الحر في تصميم مواقع، وتلاحظ أنك قد تقوم بالحصول على مردود مادي من الإعلانات في الموقع أو قد تقوم بذلك بقصد نشر العلم أو كهواية.
- توظيفك من قبل شركة للإشراف على بوابتهم الإلكترونية، وهنا أيضاً من الممكن أن يكون عملك بمقابل كأن تستلم راتباً من رب العمل، أو بدون راتب كأن يكون العمل خيرياً.
- الوظيفة غالباً ما تكون عملاً لا يحتوي على تحدي، مجرد القيام بمهام للحصول على راتب في نهاية الشهر، مما يساعدك على تسديد الفواتير وتوفير الطعام لك ولأهلك.
لاحظ أن هذه الأعمال هي في الغالب تتم بدون وجود هدف غير إنجاز المهمة المطلوبة. مثلاً لو كان عملك حرًا في تصميم المواقع، يمكنك اليوم تصميم موقع لمطعم وغدًا موقع شخصي، والذي بعده موقع لشركة. لاحظ أنك بعد مرور الوقت قد تشعر بأنك لو ركزت على تصميم مواقع المطاعم، سيمكنك الاحتراف في هذا المجال، وتوفير خيارات أكثر وأفضل لملاك المطاعم. كما أن كثرة تجاربك مع المطاعم ستسرع من عملية تجهيز المواقع، فأنت تعرف ما تحتاجه بالضبط لبناء المحتوى، كما أنه من المتوقع أن المشاكل في إدارة العلاقة وتجهيز الموقع ستكون مشتركة ومتشابهة. ما سبق، لو فإنه قد يقودك لأن تكون متخصص في مجال تصميم المطاعم، مما سيسهل من عملية الوصول لعملاء جدد، ويرفع من الطلب على خدماتك في ذلك المجال.
تعريف المهنة
من هنا يمكننا أن ننطلق لتعريف المهنة وهي عمل مكون من مجموعة من الوظائف التي قمت بها خلال فترة زمنية، تعطيك تخصص محدد الملامح وأفضلية على غيرك من العاملين في تلك الوظيفة. بمعنى آخر، المهنة تتطلب منك وجود خطة واضحة لتحقيق هدف محدد خلال فترة زمنية. هذا الهدف هو تخصص أن تخصصات معينة، بإتقانك لهم تكون لديك قدرة مختلفة أو تخصص مختلط. يمكنك من أداء المطلوب منك (بكفاءة وقدرة) نادرة في سوق العمل. من خصائص المهنة أو المسار المهني:
- الإنجاز والتقدم، بمعنى أن الأعمال التي تقوم بها في مهنتك تساعدك في التقدم والإنجاز، سواء في السلم الوظيفي أو المعرفة العامة في مجال العمل. على عكس الوظيفة والتي تكون الأعمال فيها عبارة عن تكرار أشبه بالسير في حلقة مفرغة.
- التخصص الرئيسي، بمعنى أن أعمالك تسير مجال تخصص واحد تختاره لنفسك، مثلاً تختار لنفسك مهنة في مجال البرمجة، أو في مجال الطب.
- التخصصات الفرعية، خليط من المهارات الإضافية التي تمكنك من التميز عن غيرك من المتخصصين في المجال الرئيسي.
ومن أهم ما يميز المهنة وجود الشعور بالإنجاز وتنوع الخبرات عند النظر للخبرات والمسار المهني السابق. مثلاً، لو قارنت بين شخصين كلاهما مبرمج يمتلكان خبرة 15 سنة. أحدهما عمل في شركة واحدة في مركز واحد (مثلاً، إدارة قواعد البيانات)، والآخر عمل في 3 شركات في ثلاث مراكز (قواعد البيانات، أمن المعلومات، مراكز المعلومات). الثاني سيتميز عن الأول بمعرفته وخبراته، سواء بسبب الاحتكاك مع أنواع مختلفة من الأنظمة، أو بسبب الشركات وآليات العمل.
دورة حياة العمل
عندما تتوظف في أي شركة لديها إهتمام بتطوير الموظفين. ستجد نفسك أمام برنامج تدريبي لإدارة مسارك المهني. قد لا يسمى بهذا الاسم، وقد لا يلاحظه الكثير. ليس لأنه غير موجود ولكنه من الممارسات المهنية التي أصبحت كالعادات. مثلاً، قد يبدوا مسارك المهني بعد التحاقك بالعمل في شركة كالتالي:
- الأسبوع التحضيري يتم تدريبك، لتتعلم آلية وأنظمة الشركة مع ممثل من الموارد البشرية. (تدريب)
- خلال الثلاثة أشهر الأولى، ستعمل تحت إشراف أحد الموظفين، والذي عادة ما يكتب تقرير بنهاية المدة عن مدى ملائمتك للوظيفة أو إنهاء عقدك في حال كنت خاضع لفترة التجربة. (تدريب)
- بعد انتهاء المدة وخلال السنة الأولى ستكون تحت الملاحظة والمتابعة من أحد زملائك أو مديرك، لمساعدتك والإجابة على اسئلتك. (تدريب + اشراف)
- بعد مرور السنة ومع تجديد عقدك سيتم اعتبارك بأنك تخرجت من مرحلة المبتدء وسيتم اعطائك بعض الصلاحيات، أو سيسند لك تدريب موظفين آخرين. (اشراف + مهام جديدة)
- بشكل دوري وخلال عملك مع الشركة سيتم إلزامك بحضور دورات تدريبية أو أخذ مواد تعليمية لتطوير مهاراتك وتعلم مهارات جديدة. (تدريب + تعليم)
- قد يتم نقلك للعمل على مهام أخرى داخل دائرتك أو قسمك. (مهام)
- قد يتم ترقيتك لإدارة قسم أو الإشراف عليه، وقد يرافق ذلك تدريب أو إشراف من مدير آخر (مهام جديدة + تدريب).
ماسبق من مهام لاحظ أنها كان فيها: تدريب، واشراف أو مايسمى بالتدريب على رأس العمل، اسناد مهام جديدة أو تغيير المهام، والتعليم. هذه الانشطة هي جزء من عملية إدارة المهنة والتي غالبًا ما تقوم بها الشركة نيابة عنك. الشركة تدفع لك راتب، وطبيعتها الرأسمالية تحتم عليها أن تستفيد من قدراتك ومهاراتك لأبعد مدى ممكن. هذا لن يكون مالم تقوم الشركة بدورها في تطويرك وتجربتك واختبارك، لتكتشف طاقاتك المدفونة.
إدارة المهنة
دعنا نعرف إدارة المهنة، هي تخطيط وتشكيل المسار المهني الخاص بك. شاهدنا في المثال السابق أن الشركة قد تقوم بهذا الدور نيابة عنك. ولكن تذكر أن عملية الإدارة تلك هدفها الاستفادة من قدراتك بحدها الأقصى لمصلحة الشركة، أو حسب ما تحتاجه الشركة. بمعنى أن هذا الأمر قد لا يتفق مع أهدافك الخاصة. فالشركة قد تحتاج محاسب متخصص في المطابقات البنكية (أحد وظائف المحاسب)، ولكن هذا المجال لا يستهويك أو أنك تعلم بأن فرص العمل فيه لا تتناسب مع طموحاتك. هل هذا يعني أنك لا تمتلك الخيار ولا يمكنك تغيير المسار وتشكيله كما تشاء؟الجواب بالطبع لا! دعنا نتعرف على أساليب إدارة المهنة كما هو معروف حاليًا:
الأسلوب التقليدي:
هذا هو الأسلوب الأقرب للمثال الذي سبق لنا ذكره. فيه يكون الموظف كالآلة التي تنتظر الأوامر من الشركة لتتحرك كما تشاء تلك الشركة. وهو أسلوب متبع في معظم الشركات الضخمة. فهذه الشركة قد تذهب للأبعد، فتأخذك فور تخرجك من المرحلة الثانوية وتدفعك لاختيار حتى تخصصك الجامعي. لا بد أنك قد سمعت ببرامج الابتعاث الخاص بالشركات أو بعض الجهات الحكومية. هذه الشركات قامت بدراسة احتياجها، وبدل الوصول للخريجين، تذهب للطلاب لتستقطبهم وتبدأ عملية تحضيرهم من سنوات الجامعة. وهي بذلك تكسب الموظف الجاهز فور تخرجه بحسب المواصفات التي ترغب بها. برامج هذه الجهات يمتد بعد التوظيف لتضع أمامك خيارات محددة من المسارات المتاحة لك. وهي بذلك تحد من خياراتك للتنويع ولكنها تجعل الخيار المتاح واضح لكافة الأطراف ذات العلاقة (إدارة الشركة، إدارة التطوير، مديرك المباشر، وأنت). فتسير ضمن مسار محدد وواضح وطالما كان أدائك ضمن المتوقع والمطلوب منك ستحصل على الترقيات والزيادات التي ستنتهي بتقاعدك.
الأسلوب الحديث:
الأسلوب التقليدي وبسبب الضغوطات الإقتصادية والإجتماعية بدأ بالتغيير والتحول، وبالتالي ظهر الأسلوب الجديد. الأسلوب الحديث يقوم على الشراكة بين الموظف والمؤسسة في مسألة إدارة المهنة، فبعكس الأسلوب التقليدي، على الموظف أن لا يتوقع أن تقوم المؤسسة بإدارة مهنته بشكل كامل. الشركة، توفر الأدوات والمصادر التي تساعد الموظف على تطوير مهاراته. كأن تسمح له بأخذ إجازة للدراسة، أو السماح له بتغيير دائرته الوظيفية لإكتساب خبرات إضافية.
أسلوب البروتين:
أحد أحدث الأساليب وهو أسلوب البروتين، وكلمة البروتين هنا مأخوذة من بروتيوس، الأسطورة اليونانية صاحبة الأوجه المتعددة. في أسلوب البروتين لإدارة المهنة يكون الموظف، وحده المسؤول عن إدارة مهنته، وبذلك هو المسؤول عن الإشراف على نفسه، تطوير مهاراته، تدريب وتعليم نفسه، وتغيير مهامه لإقتناص الفرص. معنى ذلك:
- الموظف سيكون مسؤولاً عن الإشراف على نفسه، بإمتلاك خطة واضحه، وهدف يسعى للوصول إليه.
- الموظف سيطور مهاراته، وذلك بإمتلاك مهارات عديدة، تساعده على التكيف مع التغيير في مجال عمله.
- الموظف سيدرب ويعلم نفسه، بمعرفته لهدفه سيعرف الموظف ماهي الدورات أو العلوم التي يحتاجها لبلوغ هدفه.
- وأخيراً الموظف سيغير وظيفته من أجل اقتناص فرص تطوير مهنته.
والآن أعتقد أنكم تلاحظون العلاقة بين الإسطورة بروتيوس وأسلوب البروتين. فكما أن الأسطورة لها عدة أوجه، الموظف يجب أن يمتلك عدة أوجه، تعبر عن مهاراته، يستطيع من خلالها إقتناص الفرص والعمل في مجالات عدة، لتحقيق هدفه المهني. الاحتياج لإتقان هذا الأسلوب مهم في الفترة الأخيرة خصوصًا مع ميل الشركات لتقليص مصاريف التدريب، وتزايد حالات فصل الموظفين واستبعادهم من العمل. الأمر الذي سيجل من المنافسة على الوظائف أشد. والمهم ملاحظته هنا، أنك تستطيع البدء بتحضيراتك حتى قبل دخولك سوق العمل. فتبحث عن وظائف مؤقته أو مهام تكسبك خبرات وتمكنك من المنافسة في السوق.