تحديد هيكل البحث
2022/05/10
كيف تختار الهيكل المتناسب مع أطروحتك؟
الأفكار الجيدة والمدعومة بالبراهين والمصادر مهمة، ولكنها لوحدها لا تكفي. سيكون عليك التفكير في طريقة عرضها وتسلسلها بشكل صحيح لتحقيق الهدف الذي من أجله أعددت البحث.
الخيارات أو طرق تقسيم الفكرة الرئيسية غير محدودة، لذلك عندما تفكر في تقسيم الفكرة الرئيسية إلى أجزاء تحتوي على الأفكار الفرعية، يجب أن يتناسب التقسيم مع نوع البحث والرسالة المضمنة فيه. معظم البحوث التي ستعدها في الجامعة، في الغالب ستهدف لتحقيق أحد الأهداف الثلاثة التالية: عرض معلومات، أو مقارنة بين عدة أشياء، أو الإقناع. دعنا نتعرف على عناصر كل نوع وكيف يمكنك إعداد الهيكل الافتراضي المناسب.
استعراض المعلومات
عندما يطرح عليك سؤال يتعلق بتعريف، شرح، توضيح، تبرير، سرد أو ذكر أهم خصائص شيء ما، فأنت ستحتاج لصياغة أفكار بتسلسل يساعد القارئ على متابعة افكارك، واستيعاب شرحك. ومن المهم أن تنتبه للشريحة المستهدفة، أو الأشخاص الذين سيقرأون بحثك، وتراعي مستواهم العلمي والثقافي أثناء شرحك وكتابتك للأفكار. فإن كانوا على دراية بالموضوع الذي ستتحدث عنه، لا تسهب في شرح الأفكار البسيطة أو الأساسيات التي يعلمها أي مبتدئ في المجال، فهذا سيشعرهم بالملل. لاحظ أنك في البحوث الجامعية لست بالضرورة تكتب للمحاضر. أحيانًا سياق السؤال يفترض أن المتلقي من شريحة محددة أخرى. مثلاً، لو كان البحث المطلوب يفترض أنك تكتب لمدير شركة، ستكون مختلفة عما لو كنت ستكتب لعميل. إذا لم يكن هذا الأمر واضحًا لا تتحرج من سؤال المحاضر عن ذلك، فالمهم ألا تفترض.
مما يساعدك على إيصال فكرة مقالك، تقسيم الفكرة الرئيسية إلى نقاط فرعية بناءاً على تسلسل ورابط منطقي، توضحه للقارئ، ومن خلاله تساعد من يقرأ بحثك على متابعة الفكرة، واستيعاب استنتاجاتك. فمثلاً، عندما تتحدث أو تشرح شيئاً محسوساً، فإن من السهل على القارئ تخيل ذلك الشيء، وبالتالي يمكننا افتراض أنك لو قمت بشرح الشكل الظاهر، ثم قسمت ذلك الشكل إلى أجزاء صغيرة وبدأت تشرح كل جزء على حدى سيسهل على القارئ متابعتك. يمكنك القيام بذلك في شرح الأشياء البسيطة، كطريقة عمل القلم، أو المعقدة كميكانيكا السيارة. فعند شرحك لطريقة عمل القلم، يمكنك التحدث عن أجزاء القلم الظاهرة، ثم الأجزاء المخفية، وبعدها تشرح كيف تعمل الأجزاء الظاهرة والخارجة في عملية كتابة القلم على ورقة. ولا تنسى أنه يمكنك استخدام الصور والأشكال البيانية لتسهيل عملية الوصف.
ولو كان الشيء الذي ستتحدث عنه عبارة عن واقعة أو سلسلة من الأحداث، فيمكنك الشرح بالبدء من الماضي إلى الحاضر، أو تستخدم الخطوات التي تتبعها في العمل على ذلك الشيء. فمثلاً، لو كان مقالك عن مشكلة إدارية، يمكنك البدء من بداية ظهور المشكلة، أو الأسباب التي تتوقع بأنها السبب، ثم تشرح أثر تلك الأسباب من البداية وحتى الوقت الحاضر. وبنفس الطريقة تستخدم شرح خطوات عملية أو تجربة ذات خطوات، فتبدأ من الخطوة الأولى، الثانية، إلى أن تنتهي من التجربة.
المقارنة
تهدف المقارنة للتعرف على أوجه تشابه واختلاف الأشياء. من الاخطاء الشائعة هنا، الخلط بين الوصف والمقارنة. في البحث الأكاديمي، يجب أن تكون المقارنة واضحة وبعد تحديد أوجه المقارنة التي ترغب باستخدامها. وتنطلق منها لاستعراض نقاط الاختلاف والتشابه. لو كان المطلوب منك المقارنة بين التفاح والبرتقال، لا يكفي وصف الفاكهتين وتوقع أن القارئ هو من سيقوم بيتخيل الشكل ويحزر الفروقات بينهما. ستبدأ مقالك بتحديد أوجه مقارنة موحدة. فمثلاً، تقول أن المقارنة ستشمل الشكل والملمس والطعم والقيمة الغذائية والفوائد الصحية.
الخطوة التالية سيكون باختيار الهيكل المناسب لاستعراض هذه الاختلافات ومناقشتها، وإن كان مطلوبًا كذلك وضع استنتاجك النهائي ورأيك. وهنا سيكون أمامك خيارين هما: البدء بوصف البرتقالة، ثم تنتقل لوصف التفاحة، ثم تقارن بينهما وتستنتج. أو تقوم بالتقسيم بناءًا على الأوجة، فتتحدث أولاً عن الشكل لكلا الفاكهتين، ثم الملمس وهكذا.. وبعدها تقارن وتستنتج. المفاضلة بين الطريقتين تعتمد على ما تراه أنسب وأسهل في الشرح وإيصال الفكرة.
الإقناع
مقال الإقناع هو أهم أنواع المقالات، وستجد بأن معظم البحوث والواجبات التي تعطى لك في الجامعة هي من هذا النوع. ففيه، يكون لديك فكرة، أو أطروحة، ترغب في إقناع المتلقي بها مستخدماً عرضك لنقاط وآراء تدعم رؤيتك. ولاحظ أن في هذا النوع من المقالات، من البديهي أنك ستشرح وستقارن. ومن أفضل طرق الإقناع بوجهة نظر أو فكرة الأسلوب التالي: أولاً تشرح فكرتك ووجهة نظرك مستشهداً بأمثلة وأراء مختصين، ثم ثانياً، تذكر وجهة نظر معاكسة تماماً لما تقوله، تشرحها بشكل واضح وصحيح، ثم أخيراً، ترد عليها وتوضح مواطن الخلل فيها. طبعاً لا يعني ذلك استخدام وجهة نظر مخالفة ضعيفة ومليئة بالثغرات. بل حاول العثور على وجهة نظر قوية، ومشهود بصحتها، وناقشها وأظهر عيوبها. فكلما كانت فكرتك جديدة، وعملية، وتحل عيوب قد يغفل عنها الناس، لحل تقليدي ومتعارف على صحته، كلما كان مقالك والإنطباع الذي يتركه في نفس القارئ أقوى.